لقد ظهر المهدي ع

أمرنا أبين من الشمس

هل دين الله امر معقد؟

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما 

لقد وعد الرب سبحانه وتعالى، محمداً ص، وبنص القرآن أنه سيظهر دينه على الدين كله وأن الأرض سيرثها عباده الصالحون. ولكن محمداً ص مات وهذا الوعد لم يتحقق لحد الان

فمتى سيحقق الرب وعده لمحمد ص؟

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا

ولكن كمال الدين هنا مشروطاً، والشرط هو الالتزام بثقل القرآن مع ثقل آخر اختلف عليه المسلمين الشيعة والسنة. الشيعة قالوا ان الثقل الآخر هو عترة آل بيت محمد ع وأهل السنة قالوا سنة رسول الله ص.

قبل أن نبحث فيما قاله محمد ص حول الثقل الذي لن يفترق عن ثقل القرآن نستطيع وبكل بساطة أن نستنتج هذا الاستنتاج العقلي والمنطقي.

 أن إتمام الدين لا يمكن أن يكون بالقرآن فقط وإنما لابد من ثقل آخر وهو إما السنة أو العترة. هذه هي ارادة الرب سبحانه التي نطق بها الرسول الاعظم ص

وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى

لذلك من يقول انه يكتفي بالقرآن, يكون قد خالف أمر محمد ص واراد الدين ان يكون ناقصاً بعد ان اكتمل، وهذا ما يفسر تصرف الرسول الاعظم محمد ص بطرد عمر ابن الخطاب في رزية يوم الخميس المشهورة.

 

صحيح البخاري – كتاب العلم – باب كتابة العلم

‏114 – حدثنا ‏يحيى بن سليمان ‌‏قال: حدثني ‏ابن وهب ‏ ‏قال: أخبرني ‌‏يونس، عن ‏إبن شهاب ‏، عن ‏ ‏عبيد الله بن عبد الله ‏ ‏، عن ‏ ‏إبن عباس ، قال : ‏ لما اشتد بالنبي ‏(ص) ‏وجعه قال : ‏ ‏ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاباًً لا تضلوا بعده قال عمر ‏: ‏أن النبي ‏ (ص) ‏ ‏غلبه ‏ ‏الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا فاختلفوا وكثر ‏ ‏اللغط ‏ ‏قال : قوموا عني ولا ينبغي عندي التنازع ‏فخرج ‏إبن عباس ‏ ‏يقول ‏: ‏إن ‏ ‏الرزية ‏ ‏كل ‌‏الرزية ‏ ‏ما حال بين رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وبين كتابه.

أمر الطرد كان مخالفاً النص في القرآن توعد به محمد ص بأن لا يطرد مؤمناً :

وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ

هذا الوعد بعدم الطرد ليس مطلقاً وإنما مشروط والشرط هنا وجوب أن يكون الشخص مؤمناً. 

فإذا كانت ارادة الرب ان يكون مع الكتاب ثقل آخر، وكما هو واضح لعمر ابن الخطاب ومن معه في حادثة الغدير، فاي ايمان يبقى لهم إذا ما خالفوا ارادة الله سبحانه وتعالى.

وهذا المبدأ ينطبق على عموم المسلمين شيعة وسنة. كمال الدين لا يكون بثقل القرآن فقط .

لذلك فكل من يقول بكمال الدين بالقرآن فقط يكون قد خالف ارادة الرب سبحانه.

وحتى رجال الدين الشيعة عندما يذهبون الى انهم ملتزمين بثقل العترة مع القرآن فإن هذه خديعة لأنهم وضعوا علم الرجال وعقولهم كقيم على أحاديث العترة وبذلك اصبح علم الرجال وعقول رجال الدين فوق كلام العترة وهذا عقائدياً غير صحيح, وحتى لو توفر السبب العقلي، بأن رجال الدين يحتاجون أداة لمعرفة الصحيح من الأحاديث من غير الصحيح.

لأنه مهما كانت المسوغات اصبح لدينا ثقلين آخرين يقيمان ثقل العترة المعصومة. وبذلك ارتكب رجال الدين الشيعة انحراف عقائدي خطير حيث أنه ومن غير المعقول أن يقيم عقول رجال الدين الناقصة وعلم الرجال، الذي ليس فيه اي امر الهي، كلام المعصوم.

ومن هنا نكتشف خديعة المؤسسة الدينية الشيعية حيث انها اوهمت أتباعها بأنهم يتبعون ثقل العترة وهم في الحقيقة يتبعون علم الرجال وعقولهم الناقصة أو ما يسمى بالسيرة العقلائية لفهم الأحاديث وتصحيحها.

الآن دعونا نناقش ما اختلف عليه الشيعة والسنة ولنأخذ احتمال الأول بأن محمدا ص قد قال إن الدين قد اكتمل بالكتاب والسنة.

إذا قلنا بذلك تواجهنا المشاكل التالية :

١. إذا كان ثقل السنة هو من سيكمل الدين مع ثقل القرآن، فلماذا احرق أبا بكر الخليفة الأول الأحاديث النبوية وهو من المفروض أنه مؤمن بأن محمدا ص قد ترك فينا ثقل الكتاب وثقل السنةة؟

أورد المحبّ الطبري ت694هـ في الرياض النضرة عن عائشة قالت: جمع أبي الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فكان خمسمائة حديث، فبات ليلته يتقلّب، قالت فغمّني، فقلت لأيّ شيء تتقلّب لشكوى أو لشيء بلغك؟ فلمّا أصبح قال أي بُنيّة هلمّي الأحاديث التي هي عندك، قالت فجئته بها، فدعا بنار فأحرقها فقلت مالك يا أبت تحرقها؟

ابا بكر بهذا الفعل يكون قد انقص الدين بعد كماله بالسنة.

وهذا التصرف غير معقول من شخص يتولى الخلافة مباشرة بعد محمد ص. لانه وبذلك يكون قد أعلن للناس أنه قد انحرف عن دين محمد ص ومخالف له ص.

أبا بكر كان يعرف أن محمد ص لم يذكر السنة مع الكتاب وإنما ذكر العترة. لذلك فعل ما فعل ولم تحصل فتنة بهذا الخصوص بين المسلمين.

٢.  عمر ابن الخطاب، في رزية يوم الخميس (المتفق عليها بين جميع المسلمين شيعة وسنة) قال مقولته المشهورة “يكفينا كتاب الله” ليمنع محمد ص من كتابة الوصية.

وهذه المقولة غريبة منه أن يقولها بحضرة محمد ص. كان الاحرى به ان يقف ويقول لمحمد ص على سبيل المثال ” يارسول الله أنت قلت أن الدين اكتمل بالكتاب والسنة فلا حاجة لنا للوصية”

وبذلك تكون حجته قوية ومسوغة. عمر ابن الخطاب لم يكن غافلا أو ناسياً وإنما يعرف ان محمد ص لم يذكر السنة مع الكتاب وإنما ذكر العترة.

وسلوكه ذاك كان هدفه واضح, ألا وهو منع كتابة أسماء الخلفاء من بعده وهذا ما ثبت في روايات كثيرة لأهل السنة والجماعة

” آمر من يكتب لكم كتاباً فيه النص على الأئمة بعده”

” قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمن حضره من الصحابة: إن النبي غلبه الوجع والحال عندنا كتاب الله هو حسبنا أي كافينا، فلا نكلف رسول الله ص ما يشق عليه في هذه الحالة من إملاء الكتاب ولم يكن الأمر في ائتوني للوجوب، وإنما هو من باب الإرشاد للأصلح للقرينة الصارفة للأمر في ائتوني للوجوب، وإلا فما كان يسوغ لعمر رضي الله عنه الاعتراض على أمر الرسول ص

٣. الأمة الاسلامية وكما هو واضح اليوم اختلفت على السنة. وهذا الاختلاف بين السنة والسنة والشيعة والشيعة والشيعة والسنة. حيث أن كلاهما وحسب علم الرجال اختلفوا على القوي والضعيف.

لذلك إذا قلنا بالكتاب والسنة سيكون محمد ص غير عالم بالغيب، وان أمته ستختلف من بعده.

فكيف يكتمل الدين بشيء سيختلف عليه؟

هذا سيكون تصرف مخالف للحكمة.

 

لذلك الذي يقول بأن محمد ص قد اكمل الدين بالكتاب والسنة فعليه أن يحل الإشكالات السابقة.

بينما ومن المنطقي جداً أن يكون قرين القرآن رجل من الله يعرف التأويل.

واختلاف المسلمين على التأويل اليوم هو دليل عقلي ومنطقي أن القرآن يحتاج رجل من الله يؤول القرآن بشكل يقيني

موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ع في الكتاب والسنة والتاريخ – محمد الريشهري – ج ٥ – الصفحة ٤٨

التنزيل 1

2039 – رسول الله صلى الله عليه وآله: أيها الناس! لا ألفينكم بعدي ترجعون كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فتلقوني في كتيبة كمجر السيل الجرار! ألا وإن علي بن أبي طالب أخي، ووصيي، يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.

لذلك اشترط الرب سبحانه لكمال دين الاسلام، وجود ثقل ثاني يؤول القرآن.

إذا فمن العقل والمنطق أن يكون ما اشترطه محمد ص لكمال الدين هو الكتاب والعترة.

 

وقبل الاستمرار ببحث الكتاب والعترة يكون لدينا استنتاج آخر في منتهى الخطورة ألا وهو:

 اذا محمد ص كان قد وعد الناس بكمال الدين بالكتاب وثقل آخر سيكون لزاما عليه ص أن يكتب الكتاب.

 فمن غير المعقول أن يعد الرسول الاعظم ص بكمال الدين بالكتاب ولا يكتب الكتاب بنفسه وإنما يتركه مبعثرا بين يدي الصحابة

الكافي – الشيخ الكليني – ج ٢ – الصفحة ٦٣٣

 

محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن سالم بن سلمة قال قرأ رجل على أبي عبد الله  عليه السلام وأنا أستمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبد الله (عليه السلام كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم فإذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب الله عز وجل على حده وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام وقال أخرجه علي عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله وقد جمعته من اللوحين فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه، فقال أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا، إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه

اذا محمد ص كتب القرآن. 

وبما أن محمد ص قال إن القرآن لن يفترق عن العترة كان ومن البديهي جدا أن يترك عليا ع ليقدمه للقوم. ولكن القوم رفضوا القران والعترة. فابتعد عنهم إمامهم وقرآن محمد ص معه ولم يبق مع المسلمين إلا مصحف عثمان.

وبذلك يكون الموقف عقائدياً أخطر حيث أن المسلمين جميعاً ليس لديهم الكتاب الذي كتب حسب التنزيل. وبذلك يكون حتى ثقل القرآن الذي لديهم اليوم عليه علامة استفهام.

 

كمال الدين وحتى بإعلان الكتاب والعترة كان ينقصه أمر آخر وهو بيان من هي العترة حيث لم يكتف محمد ص بأن يرفع يد علي ع في بيعة الغدير لبيان ما المقصود بالعترة.

 

لذلك كان لابد من اكمال الدين من بيان مفصل لثقل العترة وهذا ما فعله محمد ص قبل وفاته حيث انه ذكر في وصيته الائمة الاثنى عشر. لا بل ذهب إلى أبعد من ذلك وأجاب على تساؤل مهم وهو ما الذي سيحصل بعد الإمام الثاني عشر ع. وهذا التساؤل كان مطروحا وبقوة من قبل رجال الدين وهنا اذكر مثلا على ذلك

علي الكوراني 

عصر الظهور، ص 266

أما دولة الإمام المهدي عليه السلام في حياته وبعده، فهي تستمر الى آخر الدنيا، ولا دولة بعدها والمرجح عندنا أنه يحكم بعده المهديون من أولاده

الوصية وصفها محمد ص بالعاصمة من الضلال في حين لا يوجد نص يصف القرآن بالعاصم من الضلالة وهذا يعكس أن اهمية ثقل العترة في اكمال رسالته ع هو أكبر من ثقل القرآن وهذا منطقي وبديهي حيث أن القرآن وبيان عظمته لابد له من مؤول متصل بالله سبحانه وتعالى. والقرآن بدون تأويل محكم ويقيني سيفقد الكثير من أهميته.

 

هذه الوصية انتقلت من امام الى امام. وكان كل إمام يسلم الوصية في حياته للذي هو من بعده.

دور الوصية كان كبير جدا في بيان من هو الامام التالي. أي أن الوصية كانت اداة تعريفية مهمة لكل امام بشخصه.

 

الى ان وصل الامر الى الامام الثاني عشر، محمد ابن الحسن العسكري ع. وهنا كان لابد من أن يستمر دور الوصية للتعريف بالإمام الثاني عشر ع عند ظهوره وهذا ما وضحته الروايات لآل بيت محمد ع

الكافي – الشيخ الكليني – ج ١ – الصفحة ٢٨٤

محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن يزيد شعر (3) عن هارون بن حمزة عن عبد الاعلى قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: المتوثب على هذا الأمر، المدعي له، ما الحجة عليه؟ قال: يسأل عن الحلال والحرام، قال: ثم أقبل علي فقال:ثلاثة من الحجة لم تجتمع في أحد إلا كان صاحب هذا الأمر أن يكون أولى الناس بمن كان قبله ويكون عنده السلاح ويكون صاحب الوصية الظاهرة التي إذا قدمت المدينة سألت عنها العامة والصبيان: إلى من أوصى فلان؟ فيقولون: إلى فلان بن فلان

 

في عقيدة ظهور الإمام محمد ابن الحسن العسكري ع توجد مشكلة عملية كبيرة الا وهي انه لا توجد صورة تعريفية بشخص الإمام ع ليتم التعرف عليه بشخصه عند الظهور. لذلك ذهب رجال الدين الى اقتراح حل المعجزة كأداة تعريفية.

هذا الحل مبدأياً ليس له أي إسناد عقائدي ليكون حل لمشكلة معرفة شخص الامام ع عند الظهور في حين الوصية فيها إسناد عقائدي روائي ثابت وهذا ما يمكنك أن تستشفه من الحديث السابق واحاديث اخرى مشابهة كثيرة.

 

إذا وبدون أدنى شك الوصية هي حجر أساس في التعرف على شخص الامام ع عند الظهور. وهذا ليس ببدعة أو طريقة ليس لها أساس. لا بل الأساس ليس فقط في سيرة الأئمة الاثني عشر ع وإنما هو موجود في سير الأنبياء السابقين.

 يوحنا 5

45 «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي أَشْكُوكُمْ إِلَى الآبِ. يُوجَدُ الَّذِي يَشْكُوكُمْ وَهُوَ مُوسَى، الَّذِي عَلَيْهِ رَجَاؤُكُمْ.

46

 لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي.

47 فَإِنْ كُنْتُمْ لَسْتُمْ تُصَدِّقُونَ كُتُبَ ذَاكَ، فَكَيْفَ تُصَدِّقُونَ كَلاَمِي؟».

 

الكافي – الشيخ الكليني – ج ١ – الصفحة ٢٨٤

 

13 – بصائر الدرجات: محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن عبد الكريم بن عمرو، عن عبد الحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوصى موسى إلى يوشع بن نون، وأوصى يوشع بن نون إلى ولد هارون ولم يوص إلى ولد موسى، لأن الله له الخيرة يختار من يشاء ممن يشاء، وبشر موسى يوشع بن نون بالمسيح، فلما أن بعث الله المسيح قال لهم: إنه سيأتي رسول من بعدي اسمه أحمد من ولد إسماعيل، يصدقني ويصدقهم، وجرت بين الحواريين في المستحفظين وإنما سماهم الله تعالى المستحفظين لأنهم استحفظوا الاسم الأكبر، وهو الكتاب الذي يعلم به كل شئ الذي كان مع الأنبياء، يقول الله تعالى: ” لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان (3) ” الكتاب الاسم الأكبر، وإنما عرف مما يدعى العلم التوراة والإنجيل والفرقان، فما كتاب نوح وما كتاب صالح وشعيب وإبراهيم وقد أخبر الله ” إن هذا لفي الصحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى (4) ” فأين صحف إبراهيم؟ أما صحف إبراهيم فالاسم الأكبر، وصحف موسى الاسم الأكبر فلم تزل الوصية يوصيها عالم بعد عالم حتى دفعوها إلى محمد صلى الله عليه وآله، ثم أتاه جبرئيل

اذا الوصية كأداة تعريفية هو أمر ثابت في عقيدة كل الأنبياء والرسل. وبما أن الله قد وعد بأنه لن يغير سنته ولن يبدلها كما في الاية التالية:

سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ ۖ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا 

سنن ابن ماجة كتاب الفتن باب خروج المهدي حديث رقم 4084

عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتتل عند كنزكم ثلاثة، كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم ثم ذكر شيئا لا أحفظه فقال  فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي

سنن ابن ماجة كتاب الفتن باب خروج المهدي حديث رقم 4084

عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتتل عند كنزكم ثلاثة، كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم ثم ذكر شيئا لا أحفظه فقال  فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي

الحل هنا بسيط ومن أساس العقيدة في الإسلام وبقية الأديان. والحل بينه محمد ص عندما قال وصية ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي ابدا. أي إذا جعلتم الوصية أساس لمعرفة شخص الحجة سوف لن تضلوا عن شخص الرجل أي الإمام أو الحجة. وما يثبت ذلك هو قول الرسول ع:

قال رسول الله ص: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية

 

بصائر الدرجات – الشيخ الصفار  ص573

ثم إني أخبرك ان الدين وأصل الدين هو رجل وذلك الرجل هو اليقين وهو الإيمان وهو إمام أمته وأهل زمانه فمن عرفه عرف الله ومن أنكره أنكر الله ودينه ومن جهله جهل الله ودينه وحدوده وشرائعه بغير ذلك الإمام كذلك جرى بأن معرفة الرجال دين الله

الحل هنا بسيط ومن أساس العقيدة في الإسلام وبقية الأديان. والحل بينه محمد ص عندما قال وصية ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي ابدا. أي إذا جعلتم الوصية أساس لمعرفة شخص الحجة سوف لن تضلوا عن شخص الرجل أي الإمام أو الحجة. وما يثبت ذلك هو قول الرسول ع:

عن الإمام الصادق ع:

 يقدم القائم عليه السلام حتى يأتي النجف فيخرج إليه من الكوفة جيش السفياني وأصحابه، والناس معه  وذلك يوم الأربعاء فيدعوهم ويناشدهم حقه و يخبرهم أنه مظلوم مقهور ويقول: من حاجني: في الله فأنا أولى الناس بالله فيقولون: ارجع من حيث شئت لا حاجة لنا فيك قد خبرناكم واختبرناكم.

المصدر : بحار الأنوار ج 52 ص 387

في الرواية السابقة تستشف حجم الارتباك وعدم الوضوح حيث أن أهل الكوفة وهم شيعة سيكونون مع السفياني وسيحاربون المهدي ع وذلك ليس لكونهم يحبون السفياني ويكرهون المهدي ع وانما لان الامر سيكون غير واضح تماماً. وهنا اود لفت الانتباه الى جملة “خبرناكم واختبرناكم” والتي توضح بأن الشيعة يكون لهم نقاش مع المهدي ع وسيخرجون بنتيجة أنه مدع كذاب وحاشاه

 

في حين أن معرفة شخص الإمام المهدي ع سيكون سهل وبسيط وهو انه يعرف بالوصية الظاهر وحسب الرواية الانف ذكرها في هذا المقال.

في زمن ظهور الإمام المهدي ع ستكون هناك وصية وحيدة ظاهرة فلا يقع المؤمنين في آخر الزمان بأي شبهة.

 

وهذا ما يبين أن الإمام الثاني عشر ع لن يحتاج لابيه الحسن العسكري ع ليسلمها له علانية كما فعل أجداده إنما هو من سيحتج على الناس وهذا ما بينته الرواية التالية

عن مالك الجهني، قال قلت لأبي جعفر عليه السلام: إنا نصف صاحب هذا الأمر بالصفة التي ليس بها أحد من الناس. فقال: لا والله، لا يكون ذلك أبدا حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك ويدعوكم إليه 

كتاب الغيبة – محمد بن إبراهيم النعماني – ج ١ – الصفحة ٣٣٥

ولكي يحصل الاطمئنان القلبي لدى المؤمنين فقد تعهد ال البيت ان الوصية لا يدعيها إلا صاحبها:

عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن سنان ، عن يحيى أخي أديم ، عن الوليد بن صبيح قال سمعت أبا عبد الله يقول إن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه إلا تبر الله عمره. 

الكافي للكليني ج 1 ص 372

وهنا تكاملت خطة معرفة شخص الإمام المهدي ع عند ظهوره. هذا بالإضافة إلى بنود قانون معرفة الحجة الاخرى الا وهي العلم ورفع راية البيعة لله. لذلك وفي الرواية التالية وعندما سئل الإمام عن الشبهات التي ستكون ملازمة لظهور الامام المهدي ع قال ال البيت ع أن أمرنا أبين من الشمس:

 كتاب الغيبة – محمد بن إبراهيم النعماني – ج ١ – الصفحة ١٥٢

سمعت الشيخ – يعني أبا عبد الله عليه السلام يقول إياكم والتنويه، أما والله ليغيبن سبتا من دهركم وليخملن حتى يقال: مات، هلك، بأي واد سلك؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، وليكفأن تكفؤ السفينة في أمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الإيمان، وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي

قال: فبكيت، ثم قلت له: كيف نصنع؟ فقال: يا أبا عبد الله – ثم نظر إلى شمس داخلة في الصفة – أترى هذه الشمس؟ فقلت: نعم، فقال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس

باختصار إن من ادعى الوصية لابد أن يكون صاحب هذا الامر.

هذه عقيدة الثابتة بالوصية.

وتطبيق هذه العقيدة في دعوتنا حصل وبشكل مذهل في دعوتنا، دعوة الإمام محمد ابن الحسن العسكري ع. حيث إن الوصية الظاهرة بينت أنه بعد الامام المهدي ع هناك من سيكمل الطريق ليحقق دولة العدل الالهي الا وهم المهديين

 

أخبرنا جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل، عن جعفر بن أحمد المصري، عن عمھ الحسن بن علي، عن أبیھ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبیھ الباقر، عن أبیھ ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبیه الحسین الزكي الشهید، عن أبیه امیرالمؤمنین علیه السلام قال: قال رسول الله صلى الله علیھ وآلھ وسلم – في اللیلة التي كانت فیھا وفاتھ – لعلي علیھ السلام: یا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة. فاملا رسول الله صلى الله علیھ وآلھ وسلم وصیتھ حتى انتھى إلى ھذا الموضع فقال: یا علي إنھ سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدھم إثنا عشر مھدیا، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائھ: عليا المرتضى، و امیر المؤمنین، والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، والمأمون، والمھدي، فلا تصح ھذه الأسماء لأحد غيرك. یا علي أنت وصیي على أھل بیتي حیھم میتهم، وعلى نسائي: فمن ثبتھا لقيتني غدا، ومن طلقتھا فأنا بريء منھا، لم ترني ولم أرھا في عرصة القيامة، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي. فإذا حضرتك الوفاة فسلمھا إلى ابني الحسن البر الوصول، فإذا حضرتھ الوفاة فلیسلمھا إلى ابني الحسين الشھید الزكي المقتول، فإذا حضرتھ الوفاة فلیسلمھا إلى ابنھ سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرتھ الوفاة فلیسلمھا إلى ابنھ محمد الباقر، فإذا حضرتھ الوفاة فلیسلمھا إلى ابنھ جعفر الصادق، فإذا حضرتھ الوفاة فلیسلمھا إلى ابنھ موسى الكاظم، فإذا حضرتھ الوفاة فلیسلمھا إلى ابنھ علي الرضا، فإذا حضرتھ الوفاة فلیسلمھا إلى ابنھ محمد الثقة التقي، فإذا حضرتھ الوفاة فلیسلمھا إلى ابنھ علي الناصح، فإذا حضرتھ الوفاة فلیسلمھا إلى ابنھ الحسن الفاضل، فإذا حضرتھ الوفاة فلیسلمھا إلى ابنھ محمد المستحفظ من آل محمد علیھم السلام. فذلك اثنا عشر إماما، ثم يكون من بعده اثنا عشر مھدیا، فإذا حضرتھ الوفاة فلیسلمھا إلى ابنھ أول المقربین لھ ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي وھو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المھدي، ھو أول المؤمنین

الذي حصل ان الامام المهدي محمد ابن الحسن العسكري ع أرسل أول المهديين احمد الحسن ع  ليلقي الحجة على الحوزة وعموم الشيعة والسنة.

ولاثبات حجيته ع لم يخالف ارادة الله سبحانه وتعالى. حيث انه ع احتج بالوصية الظاهرة حينها وقال انا احمد المذكور في وصية محمد ص كما ادعى الرسول الاعظم انه احمد الذي ذكره عيسى ع

وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ.

روايات آل البيت التي بينت أن الإمام يعرف بالوصية كأداة تعريفية هي تخص كل المهديين ع وليس فقط الامام محمد الحسن العسكري ع. حيث ان كل المهديين ع وبنص الوصية هم أصحاب هذا الأمر.

وبعد أن غدر رجال الدين الشيعة في العراق بوصي الامام المهدي ع وجبت غيبته كما حصل مع الإمام الثاني عشر ع الذي غاب خوفا على نفسه من القتل.

وأمر الغيبة هو أمر عقائدي عند الشيعة

ما روى الشيخ الصدوق في كتاب علل الشرائع باب 110 – علة الغيبة – الحديث الثاني – حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه عن محمد بن أحمد بن يحيى عن أحمد بن الحسين بن عمر بن محمد بن عبد الله عن مروان الأنباري قال: خرج من أبى جعفر «عليه السلام» إن الله إذا كره لنا جوار قوم نزعنا من بين أظهرهم.

وما فعلوه كان تنبأ به محمد ص عندما قال:

عن أبي سعيد الخدري. قال رسول الله ص لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟

 

وبذلك بقي دور الوصية المعروف كاداة لبيان اين موجود حجة الله.

إذا وباختصار لابد من وجود وصية ظاهرة لمحمد ص وهذا وعد من آل البيت ع.

ولكن وبالرغم من وجود وصية واحدة بكتب المسلمين نجد أن عموم المسلمين قد رفضوا هذه الوصية ووصفوها بالضعيفة وفي نفس الوقت لم يأتوا بوصية بديلة.

وهنا يقف المسلمين جميعا بين أن يكذبوا ال بيت محمد ص الذين وعدوا بوجوب وجود الوصية الظاهرة وبين أن يكذبوا بمن كذب بالوصية الظاهرة.

وهنا الاختيار لا يحتاج إلى وقت طويل لحسمه ولا سيما اذا اذا اخذنا بنظر الاعتبار تلك الروايات التي تبين ان الشيعة سيقاتلون المهدي ع وكما بينا في الرواية الآنفة الذكر.

كيف ستصدق اعداء الامام المهدي ع بشهادة ونص ال بيت محمد ونكذب آل البيت ع.

ولكن وكما واجه كل الانبياء والرسل السابقين تكذيب الاكثرية لهم. حيث ان الاكثرية تعطي الاطمئنان

ولكن الرب حسم هذه الشبهة وهذا القلق من الانحراف عن الأكثرية حيث قال

لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ

 

لقد جابه رجال الدين هذه العقيدة الراسخة بشبهات علم الرجال واتفقوا على أنها عقيدة ضعيفة عندما ضعفوا الوصية العاصمة من الضلال. في حين ان هذه وكما تبين هي عقيدة إلهية وحجر أساس في دين الله

وها نحن الاقلية المستضعفة ندعوكم لنصر دين الله الحق والإسلام الحقيقين

نحن ندعوكم كما دعا الانبياء والرسل السابقين أهل زمانهم وكانوا قلة قليل

فهل ستسطفون مع الأكثرية الكارهة الحق بنص القرآن وتخذلون الحسين ع من جديد.

ألا من ناصر ينصرنا