اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
كاسناد لادعاء الوصية لابد من العلم الإلهي ليعزز حجية الرسول
الرسول يجب أن يكون قادراً على الإجابة على كل الاسئلة ويكون متمكناً من علوم كل الأنبياء والرسل السابقين. وهذا ما تجده في كلام علي ابن ابي طالب منه السلام
الإمام علي (عليه السلام): والله لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الانجيل بانجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل القرآن بقرآنهم
موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ – محمد الريشهري – ج ١١ – الصفحة 11
لقد ظلم التاريخ محمد ص حيث ان التاريخ لم يبين كيف اثبت للناس نبوءته واكتفوا بمعجزة القرآن
في حين أن أول ما ادعاه محمد ص هو وصية عيسى ع. وبعد ذلك دخل في نقاشات كثيرة بالعلم وقانون معرفة الحجة ليثبت لهم أنه رسول الهي
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ
فكان ص متمكنا من كل ما حصل مع الأنبياء السابقين وعقائدهم والأحداث التاريخية التي مروا بها وبين الحكمة الإلهية في زمنهم
هذا بالاضافة الى علوم جديدة وعلى سبيل المثال ان عيسى ع لم يصلب وإنما شبه لهم
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا
حقائق علمية دينية كانت صادمة لأهل زمانه وهذا ما جعل قريش تحاربه ص وبكل شراسة
والا فكيف تفسر اتهام اهل قريش بان محمداً ص قد سفه آلهتهم وعقائدهم
فجاء أبو طالب وقال له: يا ابن أخي! إن قومي كلموني فيك، فقال: ماذا يريدون يا عماه؟ قال: يا بني! يقولون إنك عبت آلهتهم وسفهت أحلامهم وفرقت بين الابن وأبيه وبين الزوج وزوجته، فانظر ماذا تريد أن تعمل؟ وكان مما قالوه أيضاً: إن كان محمد يريد أن يكون ملكاً علينا ملكناه، وإن كان يريد أن يكون أغنانا جمعنا له المال فصار أغنانا، وإن كان هذا الذي يأتيه رأي من الجن نأتي له بالأطباء من أرجاء الجزيرة فيسعون في زواله وانتفائه، فقال صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم: (يا عماه! والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه
واستطاع بقوة حجته أن يقنع المسلمين الأوائل بنبوته
هذا العلم العظيم وضع قريش في وضع حرج عقائدياً فحاربوه وبكل شراسة واخيراً قرروا قتله
العلم عند الرسل وكما وصفوه ال بيت محمد ص بالسلاح وكان بالفعل سلاح عقائدي يفتك بكل العقائد الفاسدة والتي يفسدها رجال الدين في كل زمان
محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن يزيد شعر (3) عن هارون بن حمزة عن عبد الاعلى قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: المتوثب على هذا الأمر، المدعي له، ما الحجة عليه؟ قال: يسأل عن الحلال والحرام (4)، قال: ثم أقبل علي فقال
ثلاثة من الحجة لم تجتمع في أحد إلا كان صاحب هذا الأمر أن يكون أولى الناس بمن كان قبله ويكون عنده السلاح ويكون صاحب الوصية الظاهرة التي إذا قدمت المدينة سألت عنها العامة والصبيان: إلى من أوصى فلان؟ فيقولون: إلى فلان بن فلان
الكافي – الشيخ الكليني – ج ١ – الصفحة
بسلاح العلم استطاع محمد ص وكل انبياء اولي العزم أن يثبتوا نبوءتهم وأنهم الأعلم. وبهذا السلاح الفكري تسببوا بثورة عقائدية تفرح المؤمنين وتغضب الكافرين
بسلاح العلم جرد محمد ص القدسية المزيفة لرجال الدين ولذلك تجدهم كانوا من اشد اعدائه وبنص القرآن
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ
ابو لهب كان كاهن ومتصدر للأمور الدينية. فبعد أن فضحه محمد ص لم يكن منه إلا أن يزرع الشوك في طريق النبي الأعظم
وفعل أبا لهب هذا هو فعل كل رجال الدين الذين يفضحهم الرسل والأنبياء فيضعون في طريقهم الكثير من الشبهات التي تتحول إلى عقبة كبيرة بين الرسول الإلهي وعامة الناس
بسلاح العلم يسلب الرسول الإلهي قدسية الاعلم وحسب المفهوم السائد بين عامة الناس
الامام المهدي ع وحسب روايات ال بيت محمد ع سيأتي بعقيدة بديلة للعقيدة الفاسدة في زمنه. العقيدة التي انحرف بها رجال الدين عن عقيدة نبيهم الاعظم
والعقيدة الجديدة فيها كم هائل من العلوم لا يستطيع أن يستوعبه رجال الدين الذين سموا أنفسهم علماء وهم في الحقيقة جهلة
لذلك ترى ان اعدى اعداء الامام المهدي ع هم رجال الدين وبشهادة ال بيت محمد ع
شرح إحقاق الحق الجزء 3 الصفحة 212
والسبب لهذا العداء هو ان الامام المهدي سيفضح جهلهم ويعريهم امام اتباعهم ويبين جهلهم. فتنفر عنهم الاتباع ويخسرون كل تلك الاموال الطائلة بالإضافة للقدسية المزيفة
سلاح العلم للامام المهدي ع سلاح يفتك بالمنافقين وبدون قطرة دم
والارادة الالهية هو أن يتم كل شيء عن طريق النقاش الديني العلمي الذي يقنع الاتباع ويبين الحق فيتميز الامام المهدي ع ويكون أمره أبين من الشمس
ولكن هذا الصراع لن يتركه رجال الدين بدون عنف جسدي والذي هو دليل على عجزهم
وهذا ما حصل مع الامام احمد الحسن ع, المهدي الأول. فبعد أن عجز رجال الدين عن مجاراة علمه وحجته لجؤوا إلى فتاوى التصفية الجسدية
ولكن لكلمة الحق والعلم الحقيقي تأثير لايزول من عقول الناس. لذلك يحاول رجال الدين أن يشوهوا صورته عليه السلام بمختلف الشبهات السخيفة ومنها أنه ع لايعرف قراءة القرآن وحاشاه وكل ذلك فقط لا يشوشوا على عامة الناس ويجذبون انتباههم من الحجة القطعية والعلم العظيم الى شبهات سخيفة لاترتقي لمستوى الحوار العلمي
وها هو كتاب غاية الحكيم لقائم آل بيت محمد منه السلام، حجة بالغة يبين عظمة علوم المهديين
ولطالما دعوناهم الى مناظرات علمية ومع كبرائهم ولكنهم رفضوا خوفا من الفضيحة
وها هو قائم ال بيت محمد منه السلام يفتح الباب لمناظرة كبراء القوم ليبين الحجة على مدعاه ولسعيد الناس للإمام المهدي ع
برفض رجال الدين اليوم لهذا التحدي جعلهم ملعونين من قبل محمد ص ومن قبل الملائكة وكل المؤمنين
فاذا كانوا يدعون ان هذه فتنة، فهم مأمورين من قبل الرسول الاعظم ان يظهروا علمهم وبرفضهم ذلك أصبحوا ملعونين
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله (5
ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ١ – الصفحة
اليوم ندعوا البشر عامة والمسلمين خاصة الى حجة العلم. وكل المسلمين مكلفين بنصرة الإمام المهدي ع وتمكينه
تكليف لامناص منه
وبيد الناس أن يجعلوا مهمة الامام المهدي ع سهلة ويسيرة. وابتعادهم عن ذلك يكونوا قد اصطفوا مع اعدائه منه السلام وحينها لن ينفعهم اذا ما صلوا وصاموا طوال حياتهم