لقد ظهر المهدي ع

حاكمية الله

بسم الله الرحمن الرحيم 

اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

 

الله سبحانه وتعالى هو خير وهذا الخلق هو خلقه سبحانه

لذلك فإن الظلم والجور الموجود على الأرض اليوم لا يرضي الله سبحانه وليست النتيجة التي أرادها الله سبحانه من هذا الخلق

 

في البداية كان المفروض ان يعيش كل بني آدم ع في نعيم جنة عدن. ولكن شرط الرب سبحانه للعيش بهكذا طريقة هو أن يكون الرسول الالهي (وفي ذلك الوقت كان آدم ع) هو من يجب أن يكون الحاكم السياسي والمشروع الوحيد

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ

بالرغم من اعتراض الملائكة على تنصيب آدم ع كان الرب مصمماً ان يكون نظام الحكم والتشريع بهذه الطريقة

ولكن الذي حال دون هذا الهدف العظيم هو تمرد إبليس لع وخطيئة آدم ع. فكان الطرد من الجنة لكليهما. وبعدها اصبح ابناء قابيل اللعين يشاركون أبناء آدم ع في السلطتين التشريعية والسياسية الى أن وصل الحد بهم ان سيطروا على هاتين السلطتين

ولمعرفة المزيد عن مشاركة أبناء إبليس لع أبناء آدم ع في السلطة الدينية والسياسية اقرأ الفصل الأول من كتاب غاية الحكيم

حاول الأنبياء والرسل من ادم ع الى يومنا هذا تحقيق ارادة الرب سبحانه بأن يتمكن الرسول الإلهي من السلطة التشريعية والسياسية على هذا الكوكب. الى ان وصل الامر الى النبي الخاتم والرسول الاعظم محمد ص. وبما أن محمد ص هو النبي الخاتم فلابد من تتحقق ارادة الرب سبحانه على يده

لذلك نجد الخالق سبحانه وبنص القرآن وعد محمد ص أنه سيظهر دينه على الدين كله ووعد عباده الصالحين أنه سيورثهم الأرض 

ولكننا نجد أن هذا الوعد لم يتحقق لمحمد ص في حياته 

كما ان هناك امر غير مفهوم في وعد الله لعباده الصالحين. حيث الانبياء والرسل السابقين والصالحين في زمانهم هم كلهم عباد الله الصالحين فكيف سيحقق الرب سبحانه وتعالى وعده لهم وقد ماتوا

مهما كانت الصعوبات العقلية والمنطقية ولكن وعد الله حق والله قادر على كل شيء قدير وكما سنشاهد في هذا البحث

من جهة أخرى وحسب معتقد الشيعة والسنة أن الإمام المهدي ع سيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ضلماً وجوراً

فإذا ما جمعنا بين ارادة الرب الاولى وبين وعد الرب لمحمد ص وعباده الصالحين وبين دولة العدل الالهي، نستطيع ان نستنتج ان وعد الرب وإرادته سيحققها الامام المهدي ع

لنأخذ أولا مفهوم دولة العدل الالهي اولاً

لتحقيق هذا الهدف العظيم من قبل رجل الهي مثل الإمام المهدي ع لابد اولا من ان تسود عقيدة تمهد الطريق لهذا الهدف العظيم السامي

وهذه العقيدة هي حاكمية الله

أي  أن يكون الله هو من ينصب الحاكم السياسي والتشريعي. وهذه ليست بالأمر الجديد او مفهوم مستحدث

 هذه العقيدة هي ارادة الرب الاولى سبحانه والتي بينها في بداية الخلق واعترض عليها الملائكة وتمرد عليها إبليس اللعين

لذلك تجد أن الأنبياء والرسل السابقين أكدوا على هذه العقيدة وكانت هذه العقيدة أي عقيدة حاكمية الله واحدة من الأمور التي يعرف بها الرسول الإلهي من قبل الناس

وهو بند مهم من بنود قانون معرفة الحجة

حيث ان الرسول الإلهي لابد ان يدعوا لحاكمية الله

والأمر منطقي جداً حيث كيف لرسول الهي يريد ان يحقق ارادة الرب على الارض ولا يدعوا لارادة الرب الاولى

إذا سادت هذه العقيدة بين المؤمنين ستكون حينها الأرض ممهدة للخطوة التالية وهي أن يقود الامام المهدي ع ثورة عالمية لتحقيق دولة العدل الالهي. تلك الدولة التي سيكون فيها الرسول إلهي هو الخليفة المنصب من الله هو الحاكم السياسي والتشريعي

«يَصْنَعُ كَما صَنَعَ رَسُولُ اللهِ (صلّى الله عليه وآله)، يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ كَمَا هَدَمَ رَسُولُ اللهِ (صلّى الله عليه وآله) أَمْرَ الجَاهِلِيَّةِ، وَيَسْتَأْنِفُ الإسلام جَدِيداً».

مصادر الحديث:

 غيبة النعماني: ص٢٣٦ ب١٣ ح١٣ 

وحينها ستزول كل تلك المذاهب والأديان والانحراف الذي أحدثه رجال والذي أدى في آخر المطاف إلى انقسام البشر وتناحرهم عقائدياً. ولا يغيب عن مخيلة اي ان انسان كل تلك الحروب وسفك الدماء بين أتباع هذه المذاهب والأديان

وسيزول ايضاً كل السياسيين الفاسدين الذين توالوا على كرسي الحكم على هذا الكوكب منذ زمن ادم ع الى يومنا هذا. وحينها سنتخلص من تلك الصراعات السياسية والحروب الذي تسبب بها اولئك السياسيين 

ولم يغب ذلك عن ال بيت محمد وحذرونا من الرئاسة لأن فيه هلاكنا

معاني الأخبار: ماجيلويه، عن عمه، عن محمد بن علي الكوفي، عن حسين بن أيوب بن أبي غفيلة الصيرفي، عن كرام الخثعمي، عن الثمالي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إياك و الرئاسة، وإياك أن تطأ أعقاب الرجال، فقلت: جعلت فداك: أما الرئاسة فقد عرفتها وأما أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي إلا مما وطئت أعقاب الرجال، فقال: ليس حيث تذهب، إياك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال

بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٢ – الصفحة

شئنا او ابينا فان تعدد المذاهب وتعدد السياسيين هو السبب وراء كل تلك الحروب والصراعات. إذا فلابد من التوحيد والذي هو في أحد وجوهه يعني ان تتوحد السلطة السياسية والدينية بيد الله سبحانه وتعالى وحده لاشريك له

والامر الاخر هو كيف سيحقق الرب وعده احمد ص الذي مات بان يظهر دينه على الدين كله ووعد الرب لعباده الصالحين ( الانبياء والرسل والصالحين في زمانهم ) أن يورثهم الأرض؟

هذا سيتحقق بمفهوم الرجعة والتي هي من اختصاص القائم ع. والرجعة هي نفسها 

The Reincarnation

الرجعة هي ببساطة ان ارواحنا كرت في أجساد كثيرة وستستمر تكر 

حيث ان ارواحنا بعد موت هذا الجسد المادي تنتقل إلى جسد آخر لتأخذ فرصة أخرى لتحقيق ارادة الرب سبحانه وهو السجود للرسول الإلهي. والسجود هنا التسليم والانقياد ونصرة الرسول الإلهي وتمكينه من السلطة السياسية والتشريعية

وفي زمن القائم نحن موعودين بالرجعة الكبرى حيث سيرجع كل من محض الايمان محضاً ومن محض الكفر محضاً.

وهذا معناه ان في زمن القائم سيرجع كل الانبياء والرسل والصالحين

كما وسيرجع محمد ص. وحسب معتقدنا فان الامام المهدي ع هو كرة من كرات النبي الاعظم محمد ص

 بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار علیهم السلام  صفحه۲۵۳  

عنوان باب :   الجزء السادس [تتمة كتاب العدل والمعاد] أبواب الموت و ما يلحقه إلى وقت البعث و النشور باب 8 أحوال البرزخ و القبر و عذابه و سؤاله و سائر ما يتعلق بذلك

وَ قَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا يُسْأَلُ فِي قَبْرِهِ مَنْ مَحَضَ اَلْإِيمَانَ مَحْضاً أَوْ مَحَضَ اَلْكُفْرَ مَحْضاً فَأَمَّا مَا سِوَى هَذَيْنِ فَإِنَّهُ يُلْهَى عَنْهُ وَ قَالَ فِي اَلرَّجْعَةِ إِنَّمَا يَرْجِعُ إِلَى اَلدُّنْيَا عِنْدَ قِيَامِ اَلْقَائِمِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَنْ مَحَضَ اَلْإِيمَانَ مَحْضاً أَوْ مَحَضَ اَلْكُفْرَ مَحْضاً فَأَمَّا مَا سِوَى هَذَيْنِ فَلاَ رُجُوعَ لَهُمْ إِلَى يَوْمِ اَلْمَآبِ

وبذلك تكتمل الصورة وسيكون تحقيق وعد الرب لمحمد ولعباده الصالحين قد توفر اصحابه

الحقيقة في الانسان هي الروح وأما الجسد فهو مجرد وعاء للروح والنفس مجموعة مشاعر واحاسيس وكلاهما سيزولان بموت الجسد ولايبقى الا الروح لتستمر في كراتها

اذا عقيدة حاكمية الله هي بالاضافة الى كونها إرادة الرب الاولى فهي عقيدة أساسية لتحقيق دولة العدل الالهي 

والإمام المهدي ع يجب أن يرفع راية البيعة لله والتي تمثل الدعوة لحاكمية الله

الباب 142 فيما ذكره نعيم: أن راية المهدي مكتوب عليها: البيعة لله 171 – حدثنا نعيم، حدثنا يحيى بن اليمان عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن نوف البكالي، قال: في راية المهدي مكتوب: البيعة لله

الملاحم والفتن – السيد ابن طاووس – ج ١ – الصفحة

وهذا ما يفسر سلوك السياسي ورجل الدين المعادي لكل الأنبياء والرسل. لأن هذا المعتقد سيسلبهم كل سلطاتهم. وهذا لم يغب عن ال بيت محمد ع وحبيناه بروايات كثير ان اعداء الامام المهدي ع هم الفقهاء

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب – الجزء 2 الصفحة 91

 قال الإمام أبي عبد الله علیھ السلام: یضع الجزیة، ویدعو إلى الله بالسیف، ویرفع المذاھب عن الأرض فلا یبقى إلا الدین الخالص، أعداؤهُ مقّلدة العلماء أھل الإجتھاد مایرونه من الحكم بخلاف ماذھب إلیه أئمتھم فیدخلون كرھاً تحت حكمه خوفاً من سیفه، یفرح به عامة المسلمین أكثر من خواصھم، یبایعه العارفون من أھل الحقائق عن شھود وكشف بتعریف إلھي، له رجال إلھیون یقیمون دعوته وینصرونه، ولولا أن السیف بیده لأفتى العلماء بقتله

لذلك ومن غير المعقول أن يلجأ الناس لمن حذر منهم آل بيت محمد ع والرسل السابقين، لمعرفة فيما اذا مدعي الرسالة هو حق أم باطل

وأختم بكلام احمد الحسن منه السلام والرحمة

أنصفوا أنفسكم ولو مرة و وجّهوا لها هذا السؤال هل سألتم رسول الله (ص) والأئمة عن علماء آخر الزمان قبل أن تسألوا علماء آخر الزمان عن وصي الإمام المهدي؟ هل سألتم القرآن عن العلماء اذا بُعث نبي أو وصي ماذا يكون موقفهم الذي لايتبدل؟ هل سألتم القرآن من أوقد نار إبراهيم ؟ ومن أراد قتل عيسى ؟ ومن حارب نوحاً وهوداً وصالحاً وشعيب وموسى ويونس وكل الأنبياء والأوصياء؟ إذا لم تنصفوا أنفسكم وتجيبوا على هذا السؤال الأن فيستجيبون عليه حتماً في النار بهذا الجواب وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا

ألا من ناصر ينصرنا