لقد ظهر المهدي ع

يوم الدين

ما هو يوم الدين؟

عندما تسمع كلمة Apocalypse أو ”آخر الزمان“، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو أفلام هوليوود التي تصور حدثاً كارثياً عالمياً يدفع بالجنس البشري إلى الهاوية. ومع ذلك، عندما نأخذ الوقت الكافي للتساؤل عن كل ما نعرفه وندقق في الكلمات التي نسمعها ونستخدمها كثيراً، نكتشف أن الأشياء التي نعتقد أننا نعرفها فإننا في الحقيقة لا نعرف عنها شيئاً.  تأتي كلمة “Apocalypse” من اليونانية “ἀποκάλυψις” أو “apokálypsis” ولا نهاية العالم، ولكنها تعني ”الرؤيا“ أو ”الكشف“.

كان نبي الله يوحنا البطمسي رجلاً جاء بعد يسوع و قد ألهمه الله برؤى نبوية عظيمة. وكتب أحلامه وتنبؤاته التي أُدمجت لاحقاً في الكتاب المقدس الذي نعرفه اليوم باسم ”سفر الرؤيا“. العنوان اليوناني للكتاب هو “Αποκάλυψη του Ιωάννη” والذي ترجمته باللغة الإنجليزية ”Apocalypse of John“.

يوحنا البطمسي

كان نبي الله يوحنا البطمسي رجلاً جاء بعد يسوع و قد ألهمه الله برؤى نبوية عظيمة. وكتب أحلامه وتنبؤاته التي أُدمجت لاحقاً في الكتاب المقدس الذي نعرفه اليوم باسم ”سفر الرؤيا“. العنوان اليوناني للكتاب هو “Αποκάλυψη του Ιωάννη” والذي ترجمته باللغة الإنجليزية ”Apocalypse of John“.

كالي يوجا

من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن نهاية العالم مرتبطة بالموت والدمار. على سبيل المثال، يُطلق على أحداث آخر الزمان للهندوس اسم ”كالي يوجا“ والذي يعني ”العصر الأسود“ أو ”عصر الفتنة“. وهذا العصر ليس بالضرورة عصر سيأتي في المستقبل حيث يعتقد الكثيرون أنه عصرنا الحالي والعصر الموجود منذ وفاة كريشنا منذ آلاف السنين. يُعرف كالي يوجا بعصر الذنوب والفساد والظلام، لكن وفقاً للنبوءات، في نهاية عصر كالي يوجا تولد حقبة ذهبية للبشرية ستظل موجودة لآلاف السنين. لكي تنتهي الظلمة يجب أن يظهر النور.

يمكننا أن نرى ”نهاية العالم“ أو ”آخر الزمان“ ليست مدمرة بطبيعتها. على الرغم من أن الرؤى التي تم الكشف عنها ليوحنا باتموس فوضوية و مدمرة إلا أننا يمكن أن نرى أن المعنى الكامن وراء المصطلح يكشف عن شيء آخر. في بداية سفر الرؤيا، يُعتقد أن الرؤيا التي رآها يوحنا هي أن يسوع المسيح قد جاء إليه ليخبره قائلاً:

”فلمّا رأيتُهُ وقَعتُ عِندَ قَدَمَيهِ كالمَيْتِ، فلَمَسَني بـيَدِهِ اليُمنى وقالَ: لا تخَفْ، أنا الأوّلُ والآخِرُ، أنا الحيّ كُنتُ مَيتًا، وها أنا حيّ إلى أبَدِ الدّهورِ. بِـيَدي مَفاتيحُ الموتِ ومَثْوى الأَمواتِ.“

 

الكتاب المقدس، سفر الرؤيا ١: ١٧ – ١

دولة العدل الالهي

وفقاً للكتاب المقدس، بعد أن ينفخ ملاك الرب البوق السابع، يتم تأسيس مملكة الله أخيراً على الأرض، دولة العدل الالهي:

”ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ السَّابِعُ، فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ قَائِلَةً: قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ الْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ.“

 

الكتاب المقدس، سفر الرؤيا ١١:

وقد أكد الأربعة والعشرون شيخاً أنه ليس الله هو الذي يدمر الأرض، بل إن الله ينزل هذا العقاب العظيم على أولئك الذين دمروا الأرض.

”وَالأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا الْجَالِسُونَ أَمَامَ اللهِ عَلَى عُرُوشِهِمْ، خَرُّوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَسَجَدُوا لله، قَائِلِينَ: 

نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، لأَنَّكَ أَخَذْتَ قُدْرَتَكَ الْعَظِيمَةَ وَمَلَكْتَ.

وَغَضِبَتِ الأُمَمُ، فَأَتَى غَضَبُكَ وَزَمَانُ الأَمْوَاتِ لِيُدَانُوا، وَلِتُعْطَى الأُجْرَةُ لِعَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِ وَالْقِدِّيسِينَ وَالْخَائِفِينَ اسْمَكَ، الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ، وَلِيُهْلَكَ الَّذِينَ كَانُوا يُهْلِكُونَ الأَرْضَ.“

الكتاب المقدس، سفر الرؤيا ١١: ١٦ – ١٨

في الإسلام، تشير أحداث ”آخر الزمان“ أيضاً إلى زمن يظهر فيه منقذ البشرية، المهدي والذي يقيم عصراً ذهبياً.

 

عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم):

 ”لو لم يبقَ من الدنيا إلا يومٌ واحد، لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعثَ فيه رجلًا مني أو من أهل بيتي… يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئتْ ظلماً وجوراً.“

سنن أبي داود، أبي داود السجستاني، كتاب المهدي، حديث ٤٢٨٢

 

عن أبي جعفر (عليه السلام) 

في قول الله عز وجل ”{اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها} قال: يحييها الله عز وجل بالقائم بعد موتها يعني بموتها كفر أهلها والكافر ميت.“

تفسير نور الثقلين، عبد علي الحويزي، ج ٥، ص ٢٤٢، حديث ٦٧ 

بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج٥١، ص٥٤، حديث ٣٧

 

سُأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: ”{اعلموا أن الله يحيى الأرض بعد موتها} قال: العدل بعد الجور.“

تفسير نور الثقلين، عبد علي الحويزي، ج ٥، ص٢٤٣، حديث ٦٩

 

قال الإمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام): 

”يطهر الله به الأرض من كل جور، ويقدسها من كل ظلم…فلا يظلم أحد أحدا.“

كمال الدين وتمام النعمة، محمد بن علي بن بابويه القمي، ج١، ص٣٩٩ -٤٠٠، حديث ٥

بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج٥٢، ص٣٢١، حديث ٢٩

مايتريا

في البوذية، توجد ايضاً فكرة نهاية حقبة وبداية عصر مستنير جديد. قال بوذا فيما يتعلق بمنقذ العالم مايتريا:

”وفي هذه الفترة يا إخوتي سوف يقوم في العالم رجل عظيم يدعي مايتريا مستنير للغاية، كثير الحكمة والخير، سعيد، ذو علم بالعوالم ولم يسبق له مثيل كمرشد للبشر الذين يريدون أن يهتدوا، معلم للآلهة وللرجال، شخص عظيم، مستنير، كمثلي أنا اليوم. هو بمفرده سيعرف بدقة وسيرى هذا الكون وجهاً لوجه، بعوالمه وأرواحه، بكل أخياره وأشراره وعبّاده وبراهمته وأمراءه وأناسه، كما أراهم وأعرفهم أنا الآن بدقة.“

ديكا نكايا، الآية ٢٦

وفقاً للكتب المقدسة والتقاليد البوذية، يأتي مايتريا خلال حقبة الظلام حيث لم تعد تُمارس الدارما الحقيقية، فيأتي ليعيد الخير إلى العالم بأسره ويقيم حقبة جديدة.

الخلاصة

يمكننا أن نرى الآن أن”نهاية العالم“ أو ”آخر الزمان“ الذي يتحدث عنه الناس ليس نهاية مدمرة تقضي على العالم بل إنه نهاية حقبة وبداية عصر جديد جميل يوفر الخير والعدالة والإنصاف.