لقد ظهر المهدي ع

الوصية المقدسة

هل تعلم أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قد ذكر أسماء  خلفائه في وصيته ؟

 كان رسل الله دائماً يذكرون أسماء اوصيائهم لهداية الناس بعد رحيلهم

هذا موجود بوضوح في التوارة والانجيل والقرآن الكريم

يوحنا 5

44 كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا وَأَنْتُمْ تَقْبَلُونَ مَجْدًا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَالْمَجْدُ الَّذِي مِنَ الإِلهِ الْوَاحِدِ لَسْتُمْ تَطْلُبُونَهُ؟

45 «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي أَشْكُوكُمْ إِلَى الآبِ. يُوجَدُ الَّذِي يَشْكُوكُمْ وَهُوَ مُوسَى، الَّذِي عَلَيْهِ رَجَاؤُكُمْ

46 لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي

47 فَإِنْ كُنْتُمْ لَسْتُمْ تُصَدِّقُونَ كُتُبَ ذَاكَ، فَكَيْفَ تُصَدِّقُونَ كَلاَمِي؟»

وقد فعل النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) نفس الشيء تماماً وترك وصية ذكر فيها اوصياءه من بعده

قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لابن عمه وصهره وخليفته الشرعي الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) 

ليلة وفاته:

 

يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماماً ومن بعدهم إثنا عشر مهديـاً، فأنت يا علي أول الإثني عشر إمام، سمَّاك الله في سمائهِ علياًالمرتضى وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون والمهدي فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك، يا علي أنت وصيي على أهل بيتيحيهم وميتهم، وعلى نسائي فمن ثبَّتها لقيتني غداً، ومن طلقتها فأنا بريء منها، لم ترني ولم أرها في عرصات القيامة، وأنت خليفتي على أمتي منبعدي. فإذا حضرتك الوفاة فَسلِمها إلى إبني الحسن البر الوصول، فإذا حضرته الوفاة فليُسلَّمها إلى إبني الحسين الشهيد الزكي المقتول، فإذاحضرته الوفاة فليُسلَّمها إلى إبنهِ سيد العابدين ذي الثفنات علي، فإذا حضرته الوفاة فليُسلَّمها إلى إبنهِ مُحَمَّد الباقر، فإذا حضرته الوفاة فليُسلَّمهاإلى إبنهِ جعفر الصادق، فإذا حضرته الوفاة فليُسلَّمها إلى إبنهِ موسى الكاظم، فإذا حضرته الوفاة فليُسلَّمها إلى إبنهِ علي الرضا، فإذا حضرتهالوفاة فليُسلَّمها إلى إبنه مُحَمَّد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليُسلَّمها إلى إبنهِ علي الناصح، فإذا حضرته الوفاة فليُسلَّمها إلى إبنهِ الحسنالفاضل، فإذا حضرته الوفاة فليُسلَّمها إلى إبنه مُحَمَّد المُستحفظ من آل مُحَمَّد (عليهم السلام). فذلك إثنا عشر إماماً، ثم يكون من بعدهِ إثنا عشرمهدياً (فإذا حضرته الوفاة) فليُسلَّمها إلى إبنهِ أول المقربين له ثلاثة أسامي: أسم كاسمي وأسم أبي وهو عبدالله وأحمد، والإسم الثالث: المهدي, هو أول المؤمنين

الغيبة، محمد بن الحسن الطوسي، الطبعة ٣، ج١، ص ١٥٠، حديث ١١١ 

بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، الطبعة ٣، ج٣٦، ص ٢٦٠-٢٦١، حديث ٨١، و ج٥٣، ص١٤٧-١٤٨

الوصية كانت وستبقى تلعب دورا مهما كأداة تعريفية بالرسول القادم. وكانت الأداة التي من خلالها يعرف كل رسول الرسول الذي من بعده

عيسى ع بشر بمحمد ص بوصية ظاهرة في الكتب

وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ

ولما بعث محمد ص ادعى وصية عيسى ع وعرف الناس في زمانه أن أحمد الموجود في الوصية هو محمد ابن عبد الله ص. ولم يخطئ أهل زمانه خطى من قبلهم بالتكذيب وتسفيه هذا الادعاء العظيم.

كان الناس ولا زالوا يسفهون هذه الطريقة للتعريف بالرسول القادم. حيث أن عقولهم لا تستطيع ان تستوعب ان معرفة الرسول القادم ستكون بهذه البساطة والسهولة. بينما هي ارادة الله سبحانه ان يتم الامر بهذا الشكل الذي هو في الحقيقة اعجازي. حيث إن الوصية وبرغم توفرها في الكتب لم يجرؤ أحد من المدعين الكاذبين أن يدعوها وخلال أكثر من ٦٠٠ عام وهي الفترة بين عيسى ع ومحمد ص.

لذلك وصفها محمد ص ليلة وفاته بالوصية العاصمة من الضلال لكونها من باب تدل الناس على حجة الله، وهو الهدى الحقيقي، ومن باب هي محفوظة من أن يدعيها مدعٍ كاذب فيظل الناس بها.

وصيةً محمد ليلة وفاته الآنفة الذكر موجودة في الكثير من كتب المسلمين ولها قرائن كثيرة جداً من التراث الاسلامي والذي يعزز صحتها.

فكانت ولازالت وكما وصفها آل البيت بالظاهرة. اي ظاهرة لعوام الناس.

وكما وعدنا ال البيت ع بكون الوصية التي سيدعيها الامام المهدي ع ستكون ظاهرة.

 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن يزيد شعر (3) عن هارون بن حمزة عن عبد الاعلى قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: المتوثب على هذا الأمر، المدعي له، ما الحجة عليه؟ قال: يسأل عن الحلال والحرام (4)، قال: ثم أقبل علي فقال:

ثلاثة من الحجة لم تجتمع في أحد إلا كان صاحب هذا الأمر أن يكون أولى الناس بمن كان قبله ويكون عنده السلاح ويكون صاحب الوصية الظاهرة التي إذا قدمت المدينة سألت عنها العامة والصبيان: إلى من أوصى فلان؟ فيقولون: إلى فلان بن فلان

الكافي – الشيخ الكليني – ج ١ – الصفحة ٢٨٤

ذهب رجال الدين وبالخصوص الشيعة إلى أن الوصية لم تكتب وإن عمر ابن الخطاب قد منع رسول الله ص من كتابتها.

وهذا عقلا ومنطقاً غير معقول. 

فمن غير المعقول أن ينزل أمر الهي ويمنعه عمر ابن الخطاب. 

ومن غير المعقول أن يصف محمد ص الوصية بالعاصمة من الضلال وبعد ذلك لا يكتبها وبحسب قوله ص يتركنا للضلال وحاشاه.

هذا بالإضافة إلى روايات كثيرة تبين أن الوصية قد كتبت فعلا بعد رزية الخميس. ولكن الشهود عليها هم من خلص أتباع محمد ص بعد أن اعطى محمد ص الفرصة لعامة المسلمين أن يشهدوا عليها ولكنهم رفضوا امر الرب سبحانه وتعالى فكانت عقوبتهم الطرد.

الاحتجاج – الشيخ الطبرسي – ج ١ – الصفحة ٢٢٤

قال: فإنكم لما خرجتم أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله بالذي أراد يكتب ويشهد عليه العامة، فأخبره جبرئيل أن الله قد قضى على أمتك الاختلاف والفرقة ثم دعا بصحيفة فأملى علي ما أراد أن يكتب في الكتف، وأشهد على ذلك ثلاثة رهط: سلمان، وأبا ذر، والمقداد. وسمى من يكون من أئمة الهدى الذين أمر الله بطاعتهم إلى يوم القيامة (1) فسماني أولهم، ثم ابني هذا وأشار بيده إلى الحسن والحسين. ثم تسعة من ولد ابني الحسين، كذلك كان يا أبا ذر ويا مقداد؟ فقاما ثم قالا: نشهد بذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله.

فقال طلحة: والله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ” ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق ولا أبر عند الله من أبي ذر ” وأنا أشهد أنهما لم يشهدا إلا بالحق، ولأنت عندي أصدق وأبر منهما.

ثم أقبل علي عليه السلام فقال: اتق الله يا طلحة وأنت يا زبير، وأنت يا سعد، وأنت يا بن عوف. اتقوا الله وآثروا رضاه، واختاروا ما عنده، ولا تخافوا في الله لومة لائم.

فكانت كما وعدوا ظاهرة لا بل هي الوحيدة التي في الكتب. علامة واضحة ولا تقبل أدنى شك.

لا بل إن ضمان أن لا يدعيها غير صاحبها موجود في كتاب الله سبحانه وبنص واضح.

”مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى. وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى.“

القرآن الكريم، سورة النجم، آية ٢-٤

وكذلك بنص واضح من ال بيت محمد ع.

قال الإمام جعفر الصادق (ع):

إن هذا الأمر لا يدعيه غير صاحبه الا تبر الله عمره (اهلكه الله)

الكافي، محمد بن يعقوب الكليني، الطبعة ٥، ج١، ص ٣٧٣، حديث ٥

ومن يجادل أن مدعياً كاذباً يمكن أن يدعي الوصية، فهو بذلك يتهم الله سبحانه وتعالى بأنه يضل الناس الذين تمسكوا بالوصية التي وصفها رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنها عاصمة من الضلال. 

 

 حاشا لله عز وجل أن يضل عباده فهو سبحانه وتعالى حفظ الوصية لصاحبها ولا يُمْهِلُ من يدعيها كذبا وهو ما ذكره القرآن الكريم :

”وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ. لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ.“

القرآن الكريم، سورة الحاقة، آية ٤٤-٤٦

ومع ذلك، فقد كان هناك العديد من المدعيين الكذبة الذين ادعوا أنهم رسل من عند الله أو أنبياء أو ادعوا أنهم المهدي ورغم ذلك لم يتبر الله اعمارهم.

 

فماذا قصد الله سبحانه وتعالى بالآيات المذكورة الشريفة أعلاه ؟

 

الآيات تبين

أن الله سبحانه وتعالى

سوف ينتقم ممن يدعي او يتقوَّل على الله كذباً وزرواً أمراً قد وعد الله به بأنه عاصماً من الضلال والذي ضمنه كدليل للعباد، مثل وصية النبي محمد (صلى الله عليه وآله)،

بمعنى يهلكهم الله جميعاً قبل أن يجعلوا ادعاؤهم علنياً، لأن الله قد وعد بأن التمسك بهذه الوصية عاصم من الضلال فلا

يسمح لأي شخص أن يدعيها كذباً.

 

لذلك يمكن لأي شخص أن يدعي كذباً أنه المهدي، أو نبي الله، وقد حدث ذلك عدة مرات في الماضي.

 

ولكن لم يدعي أحد أبداً أنه ”أحمد“ المذكور في وصية النبي محمد (صلى الله عليه وآله) إلا أحمد الحسن (منه السلام) الذي كان أول من أدعى ذلك.

 

وعلى هذا النحو، لم يدع أحد أبدا أنه ”عبد الله“ المذكور في وصية النبي محمد (صلى الله عليه وآله) باستثناء عبد الله أبا الصادق (منه السلام) بأمر من الإمام أحمد الحسن (منه السلام) قائد الرايات السود المشرقية.

 

وبالتالي، وفقاً للقرآن الكريم ووفقاً لأحاديث أهل البيت (عليهم السلام ) من المستحيل أن يكون أول شخص يدعي نصاً إلهياً (مثل وصية النبي محمد التي وصفت بأنها عاصمة من الضلال)، إلا صاحبها الشرعي.

 

ومن ثم فإن الإمام أحمد الحسن (منه السلام) هو فعلاً ”أحمد“ المذكور في الوصية المقدسة، وبالفعل عبد الله أبا الصادق (منه السلام) هو عبد الله المذكور في الوصية المقدسة.

 

ولذلك هم الذين علينا التمسك بهم  حتى لا نضل عن طريق الله سبحانه و تعالى.